فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والأجل: الزمان المجعول غاية يُبلغ إليها في حال من الأحوال.
وشاع إطلاقه على امتداد الحياة، وهو المدة المقدرة لكل حي بحسب ما أودع الله فيه من سلامة آلات الجسم، وما علمه الله من العوارض التي تعرض له فتخرم بعض تلك السلامة أو تقويها.
والأجل هنا محتمل لإرادة الوقت الذي جعل لوقوع البعث في علم الله تعالى.
ووجه كون هذا الجعل لهم أنهم داخلون في ذلك الأجل لأنهم من جملة من يُبعث حينئذٍ، فتخصيصهم بالذكر لأنهم الذين أنكروا البعث، والمعنى: وجعل لهم ولغيرهم أجلًا.
ومعنى كون الأجل لا ريب فيه: أنه لا ينبغي فيه: ريب، وأن ريب المرتابين فيه مكابرة أو إعراض عن النظر، فهو من باب قوله: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} [البقرة: 2].
ويجوز أن يكون الأجل أجل الحياة، أي وجَعل لحياتهم أجلًا، فيكون استدلالًا ثانيًا على البعث، أي ألم يروا أنه جعل لهم أجلًا لحياتهم، فما أوجدهم وأحياهم وجعل لحياتهم أجلًا إلا لأنه سيعيدهم إلى حياة أخرى، وإلا لمَا أفناهم بعد أن أحياهم، لأن الحكمة تقتضي أن ما يوجده الحكيم يحرص على بقائه وعدم فنائه، فما كان هذا الفناء الذي لا ريب فيه إلا فناءً عارضًا لاستقبال وجود أعظم من هذا الوجود وأبقى.
وعلى هذا الوجه فوجه كون هذا الجعل لهم ظاهر لأن الآجال آجالهم.
وكونه لا ريب فيه أيضًا ظاهر لأنهم لا يرتابون في أن لحياتهم آجالًا.
وقد تضمن قوله: {لهم أجلا} تعريضًا بالمنة بنعمة الإمهال على كلا المعنيين وتعريضًا بالتذكير بإفاضة الأرزاق عليهم في مدة الأجل لأن في ذكر خلق السماء والأرض تذكيرًا بما تحتويه السماوات والأرض من الأرزاق وأسبابها.
وجملة {فأبى الظالمون إلا كفورًا} تفريع على الجملتين باعتبار ما تضمنتاه من الإنكار والتعجيب، أي علموا أن الذي خلق السماوات والأرض قادر على إعادة الأجسام ومع علمهم أبوا إلا كفورًا.
فالتفريع من تمام الإنكار عليهم والتعجيب من حالهم.
واستثناء الكفور من الإباية تأكيد للشيء بما يشبه ضده.
والكفور: جحود النعمة، وتقدم آنفًا.
واختير الكفور هنا تنبيهًا على أنهم كفروا بما يجب اعتقاده، وكفروا نعمة المنعم عليهم فعبدوا غير المنعم.
{قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ}
اعتراض ناشىء عن بعض مقترحاتهم التي توهموا عدم حصولها دليلًا على انتفاء إرسال بَشيرٍ، فالكلام استئناف لتكملة رد شبهاتهم.
وهذا رد لما تضمنه قولهم: {حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا} إلى قوله: {تفجيرًا} [الإسراء: 90- 91]، وقولهم: {أو يكون لك بيت من زخرف} [الإسراء: 93] من تعذر حصول ذلك لعظيم قيمته.
ومعنى الرد: أن هذا ليس بعظيم في جانب خزائن رحمة الله لو شاء أن يظهره لكم.
وأدمج في هذا الرد بيانُ ما فيهم من البخل عن الإنفاق في سبيل الخير.
وأدمج في ذلك أيضًا تذكيرهم بأن الله أعطاهم من خزائن رحمته فكفروا نعمته وشكروا الأصنام التي لا نعمة لها.
ويصلح لأن يكون هذا خطابًا للناس كلهم مؤمنهم وكافرهم كل على قدر نصيبه.
وشأن {لو} أن يليها الفعل ماضيًا في الأكثر أو مضارعًا في اعتبارات، فهي مختصة بالدخول على الأفعال، فإذا أوقعوا الاسم بعدها في الكلام وأخروا الفعل عنه فإنما يفعلون ذلك لقصدٍ بليغ: إما لقصد التقوي والتأكيد للإشعار بأن ذكر الفعل بعد الأداة ثم ذكر فاعله ثم ذكر الفعل مرةً ثانية تأكيدٌ وتقويةٌ؛ مثل قوله: {وإن أحد من المشركين استجارك} [التوبة: 6] وإما للانتقال من التقوي إلى الاختصاص، بناءً على أنه ما قدم الفاعل من مكانه إلا لمقصد طريققٍ غير مطروق.
وهذا الاعتبار هو الذي يتعين التخريج عليه في هذه الآية ونحوها من الكلام البليغ، ومنه قول عُمر لأبي عبيدة لَوْ غيرُك قالها.
والمعنى: لو أنتم اختصصتم بملك خزائن رحمة الله دون الله لَما أنفقتم على الفقراء شيئًا.
وذلك أشد في التقريع وفي الامتنان بتخييل أن إنعام غيره كالعدم.
وكلا الاعتبارين لا يُنَاكد اختصاص {لو} بالأفعال للاكتفاء بوقوع الفعل في حَيزها غيرَ مُوال إياها وموالاته إياها أمر أغلبي، ولكن لا يجوز أن يقال: لو أنت عالم لبذذت الأقران.
واختير الفعل المضارع لأن المقصود فرض أن يملكوا ذلك في المستقبل.
و{أمسكتم} هُنا منزل منزلة اللازم فلا يقدر له مفعول، لأن المقصود: إذن لاتصفتم بالإمساك، أي البخل يقال: فلان مُمسك، أي بخيل ولا يراد أنه ممسك شيئًا معينًا.
وأكد جواب {لو} بزيادة حرف إذن فيه لتقوية معنى الجوابية، ولأن في إذن معنى الجزاء كما تقدم آنفًا عند قوله: {قل لو كان معه آلهة كما تقولون إذًا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا} [الإسراء: 42].
ومنه قول بشر بن عَوانة:
أفاطم لو شهدت ببطن خَبْتٍ ** وقد لاقَى الهزبرُ أخاككِ بِشرَا

إذن لرأيتتِ لَيْثا أمَّ لَيثا ** هِزَبْرا أغلبًا لاقَى هِزبرا

وجملة {وكان الإنسان قتورًا} حالية أو اعتراضية في آخر الكلام، وهي تفيد تذييلًا لأنها عامةُ الحكم.
فالواو فيها ليست عاطفة.
والقتور: الشديد البخل، مشتق من القتر وهو التضييق في الإنفاق. اهـ.

.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ الله الذي خَلَقَ السماوات والأرض قَادِرٌ على أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}.
بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن من خلق السموات والأرض مع عظمهما قادر على بعث الإنسان بلا شك. لأن من لق الأعظم الأكبر فهو على خلق الأصغر قادر بلا شك.
وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر. كقوله: {لَخَلْقُ السماوات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس} [غافر: 57] الآية، أي من قدر على خلق الأكبر فهو قادر على خلق الأصغر. وقوله: {أَوَلَيْسَ الذي خَلَقَ السماوات والأرض بِقَادِرٍ على أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بلى} [يس: 81]، وقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ الله الذي خَلَقَ السماوات والأرض وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ على أَن يُحْيِيَ الموتى بلى} [الأحقاف: 33]، وقوله: {أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السمآء بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا والأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا والجبال أَرْسَاهَا مَتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ} [النازعات: 27-33].
{قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا (100)}.
بين تعالى في هذه الآية: أن بني آدم لو كانوا يملكون خزائن رحمته- أي خزائن الأرزاق والنعم- لبخلوا بالرزق على غيرهم، ولأمسكوا عن الإعطاء. خوفًا من الإنفاق لشدة بخلهم. وبين أن الإنسان قتور: أي بخيل مضيق. من قولهم: قتر على عياله، أي ضيق عليهم. وبين ذا المعنى في مواضع أخر. كقوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الملك فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ الناس نَقِيرًا} [النساء: 53]، وقوله: {إِنَّ الإنسان خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشر جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الخير مَنُوعًا إِلاَّ المصلين} [المعارج: 19-22] الآية، إلى غير ذلك من الآيات.
والمقرر في علم العربية أن {لو} لا تدخل إلا على الأفعال. فيقدر لها في الآية فعل محذوف، والضمير المروفوع بعد {لو} أصله فاعل الفعل المحذوف. لما حذف الفعل فصل الضمير. والأصل قل لو تملكون، فحذف الفعل فبقيت الواو فجعلت ضميرًا منفصلًا: هو أنتم. هكذا اله غير واحد، والعلم عند الله تعالى. اهـ.

.قال الشعراوي:

{وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ}
سبق أنْ قُلْنا: إن الهداية نوعان: هداية الدلالة المطلقة والتي تكون لجميع الخلق المؤمن والكافر، فقد دَلَّ الله المؤمن والكافر على الطريق المستقيم وبيَّنه لهم وأرشدهم إليه.
والأخرى: هداية التوفيق والمعونة للقيام بمطلوبات المنهج الذي آمنوا به، وهذه خاصّة بالمؤمن، فبعد أنْ دَلَّه الله آمن وصدَّق واعترف لله تعالى بالفضل والجميل، بأن أنزل له منهجًا ينظم حياته. فأتحفه الله تعالى بهداية التوفيق والمعونة.
وعن الهداية يقول الحق سبحانه: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَى عَلَى الْهُدَى..} [فصلت: 17]
أي: دَلَلْناهم على الطريق المستقيم، لكنهم استحبُّوا العمى والضلال على الهدى، فمنع الله عنهم معونته وتوفيقه.
والحق سبحانه يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم بأسلوبين قرآنيين يوضِّحان هذيْن النوعيْن من الهداية، يقول تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَاكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ..} [القصص: 56]
فنفى عن رسول الله هداية التوفيق والمعونة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لا يملكها، وفي آية أخرى قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52].
فأثبتَ له هداية البيان والدلالة؛ لأن هذه هي مهمته كمبلِّغ عن الله، وهكذا أثبتَ له الحدث ونفاه عنه؛ لأن الجهة مُنفكَّة أي: أن جهة الإثبات غير جهة النفي، كما في قوله تعالى: {وَلَاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..} [الروم: 6-7].
فمرة: نفَى عنهم العلم، ومرة أخرى: أثبتَ لهم العلم. والمراد أنهم لا يعلمون حقائق الأمور، ولكنهم يعلمون العلوم السطحية الظاهرة منها. ونحن نكرّر مثل هذه القضايا لكي تستقرّ في النفس الإنسانية، وفي مواجيد المتدينين فينتفعوا بها.
ومن ذلك أيضًا قول الحق سبحانه: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَاكِنَّ اللَّهَ رَمَى..} [الأنفال: 17]
فأثبت للرسول رَمْيًا، ونفى عنه رَمْيًا، لكن إذا جاء هذا الكلام من بليغ حكيم فاعلم أن الجهة مُنفكّة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر أخذ حَفْنة من التراب ورمى بها نحو أعدائه، وهذا هو الرّمْي الذي أثبتته الآية، وقد تولَّتْ القدرة الإلهية إيصال ذرات هذه الحفنة إلى عيون الأعداء، فأصابتهم جميعًا وشغلتْهم عن القتال، وهذا هو الرَّمْي الذي نفاه الحق عن رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولتقريب هذه المسألة: ابنك الذي تحمله على المذاكرة وتُرغمه عليها يأتي بالكتب ويضعها أمامه ويُقلِّب فيها ليوهمك أنه يذاكر، فإذا ما راجعت معه ما ذاكر لا تجدْه حصَّل شيئًا فتقول له: ذاكرتَ وما ذاكرت، فتُثبِت له الحدث مرة، وتنفيه عنه أخرى؛ لأنه ذاكر شكلًا، ولم يذاكر موضوعًا.
إذن: فالحق سبحانه وتعالى يهدي الجميع هداية إرشاد وبيان ودلالة، ويختص مَنْ آمن بهداية المعونة والتوفيق للقيام بمقتضيات المنهج، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ} [محمد: 17]. وقال عن الآخرين: {وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الصف: 7] لكن يهدي العادلين.
وقال: {وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [الصف: 5].. لكن يهدي الطائعين.
وقال: {وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 264].. لكن يهدي المؤمنين.
إذن: بيَّن الحق سبحانه في أساليب القرآن مَنْ شاء هدايته، أما مَنْ آثر الكفر وصمم ألاَّ يؤمن فهو وشأنه، بل ويزيده الله من الكفر ويختم على قلبه، كما قال تعالى: {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 110].
نعود إلى {مَن} في قوله تعالى: {وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ..} [الإسراء: 97] قلنا: إن {مَن} اسم موصول بمعنى الذي، واستخدام مَن كاسم موصول لا يقتصر على الذي فقط، بل تستخدم لجميع الأسماء الموصولة: الذي، التي، اللذان، اللتان، الذين، اللاتي. فتقول: مَنْ جاءك فأكرِمْه، ومَنْ جاءتك فأكرمْها، ومَنْ جاءاك فأكرمهم، ومَنْ جاءتاك فأكرمهما، ومَنْ جاءوك فأكرمهم، ومَنْ جِئْنَكَ فأكرمْهُن.
فهذه ستة أساليب تؤديها مَن فهي- إذن- صالحة للمذكّر وللمؤنّث وللمفرد وللمثنى وللجمع، وعليك أن تلاحظ {مَنْ} في الآية: {وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ..} [الإسراء: 97] جاءت {مَنْ} دالَّة على المفرد المذكر، وهي في نفس الوقت دالّة على المثنى والجمع المذكر والمؤنث، فنقول: مَنْ يهدِهَا الله فهي المهتدية، ومَنْ يهدهم الله فهم المهتدون. وهكذا.
ونسأل: لماذا جاءت {مَنْ} دالة على المفرد المذكر بالذات دون غيره في مجال الهدى، أما في الضلال فجاءتْ {مَنْ} دالة على الجمع المذكر؟ نقول: لأنه لاحظ لفظ {من} فأفرد الأولى، ولاحظ ما تطلق عليه {من} فجمع الثانية: {وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ..} [الإسراء: 97].
وهنا مَلْحظ دقيق يجب تدبُّره: في الاهتداء جاء الأسلوب بصيغة المفرد: {وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ..} [الإسراء: 97] لأن للاهتداء سبيلًا واحدًا لا غير، هو منهج الله تعالى وصراطه المستقيم، فللهداية طريق واحد أوضحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به».
أما في الضلال، فجاء الأسلوب بصيغة الجمع: {فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ..} [الإسراء: 97] لأن طرق الضلال متعددة ومناهجه مختلفة، فللضلال ألف طريق، وهذا واضح في قول الحق سبحانه: {وَأَنَّ هَاذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ..} [الأنعام: 153]